• الأربعاء 25 جوان 2025 - 10:27 مساءً

سؤال التحديث سؤال محوري في الخطاب العربي المعاصر، طرح في كلّ مجالات المعرفة والحياة، وقد فرضته المسافة الحضارية الشاسعة التي تفصل بين الثقافة الغربية والثقافة العربية، وكان الاجدى أن تطرحه أسباب أخرى ذاتية. وتفرغ السؤال إلى أسئلة شاملة، وحظيت المسألة اللّغوية بقدر كبير من تلك الأسئلة، ولا شك في أن سؤال التحديث يضمر إقرارا خفيا بتخلف اللّغة العربية عن مثيلاتها وضرورة إعادتها إلى المسار الحضاري العالم وإلى مقامها الذي كانت قد شغلته لمدى قرون. وقد فهم التحديث غالبا على أنه إما تبسيط لقواعد اللّغة أو ترجمة للمصطلحات المستحدثة في المعارف المختلفة أو توسيع لمجال الاشتقاق أو تعريب لبعض المفاهيم أو نحو ذلك، وكل ّ تلك الإجابات، وغيرها مما طرح ويطرح، كان يفترض أن القصور واقع في نظام اللّغة وفي بنيتها الشكلية وفي معجمها.